الرئيسية » » منة شرف الدين تكتب: إلى حمدين.. كان وعد منك.. كان حلم منا

منة شرف الدين تكتب: إلى حمدين.. كان وعد منك.. كان حلم منا

سأبدأ من حيث انتهت معركتنا في الانتخابات الرئاسية السابقة .. من مشهد خروجي من شارع مقر الحملة وجلوسي على الرصيف في ميدان لبنان ابكي لأن مصر الثورة والشعب القائد المعلم رفضوا حمدين صباحي رئيسا ولا حتى أوصلوه لجولة الإعادة مع أي شخص كنا متأكدين كثوار ومؤيدين إن المعركة ستحسم لصالحنا.

دار في ذهني كثيرا وتكرر مقطع من أغنية "وبلدنا عالترعة بتغسل شعرها .. جانا نهار مقدرش يدفع مهرها" .. كنت أقول في نفسي ليس سيئا أن أغني له أغنية عبد الحليم والأبنودي في النكسة المهم إننا مع بعض وسنكمل والأهم ألا أغني له في يوم من الأيام أغنية ماجدة الرومي وجاهين في فيلم "عودة الابن الضال" : "كان وعد منك .. كان حلم منا .. قالت الشفايف .. شافت عيونا .. قوس الشتوية سبع ألوان .. ده كان".

اكتب لك فيما يشبه الرسالة وأنا اعرف أنك تفهم معنى الأغنيتين والجملتين جيدا .. "ماهو من ضمن أسباب تأييدي لك إنك متذوق للفن للكلمة واللحن والصوت وبتحب السيما ،وحتى لو مكنتش قريب من يوسف شاهين كنت هأيدك" ، ولذلك اعرف إدراكك لإحساس ماجدة الرومي في أدائها في هذا الجزء حين قالته للمرة الأولى في الأغنية - الأولى لا الثانية والفرق بينهما كبير وأعرف أنك تدركه - ولذلك لا تجعلنا نغنيها لك بأداءها في المرة الأولى قبل ما تحصل حاجة في الشارع ويرجع والله علوة لعهد الشطارة والأيام الحلوة .. قبل أن تتبدل نظرات الغضب والسخط لعتاب بين أحباب .. لأننا ببساطة لا نضمن أن تحدث تاني حاجة في الشارع ، وأخشى ما أخشاه أنه لو حدثت فلا يعود "علوة" والأسوأ لو عاد فلا يجد أصدقاءه ولا شركاءه في الحلم في انتظاره ليعاتبوه ويواصلوا الحلم فربما كان جيلنا بسبب كل ما لاقاه من مرار وغدر أشد قسوة ممن سبقوه.

السؤال هل من الممكن أن يخذل حمدين صباحي كل من علقوا أحلام الثورة عليه كآخر أمل في دخول أهدافها حيز التنفيذ؟ بوضوح أحلامنا ليس فيها عسكر في الحكم ، فيها رئيس مدني قومي أولوياته العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ، أحلامنا ليس فيها وزراء ومحافظون من بقايا نظام مبارك ، فيها كوادر وطنية ثورية نقية لديها مشروعات نهضة حقيقية.

بوضوح هل من الممكن أن يتراجع حمدين صباحي عن الترشح لرئاسة الجمهورية مفسحا الطريق للفريق أول عبد الفتاح السيسي؟ قلت إنه وعد بعدم الترشح وأنك تصدقه ، ولو غير رأيه لظروف أمنية ؟ لظروف سياسية ؟ لضغط شعبي ؟ لأي سبب ؟ سيترك حمدين المعركة ويسلم الحلم لمن لم يحلم به معنا من سنوات قبل ثورة 25 يناير؟

الحقيقة أن مؤيديك لن ينطلقوا بمجرد إعلانك ذلك في تأييد الفريق وأنت تعرف جيدا لسنا من نقلد ولسنا من نؤمر فسيتفرقون وتختلف مواقفهم ، والحقيقة أنهم لن ينتظروا أربعة سنوات لتعود إليهم فتجدهم ، لا تهدم أحلامهم .. لا تشوش الصور في عيونهم .. لا تجعل الثوار يقولون "كلهم تركونا .. البرادعي ثم صباحي".

والحقيقة أيضا أني لا أرى ما يبرر لجوءنا لرئيس عسكري على الإطلاق ولا أرى تعارضا بين دور قوي للجيش في حماية الأمن مع وجود سلطة "مدنية ثورية خالصة" والآن وفورا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الثورة لا بعد أربعة سنوات أخرى ، خاصة وأن نسبة من المصريين - مهما كانت قليلة أو كان اختلافنا معها وهم ليسوا الإخوان فقط بالمناسبة - ترى أن الفريق أول السيسي متورطا في عنف ، وهو شخصية عسكرية بالأساس لا سياسية كان ولا زال الجندي المخلص لوطنه المحافظ عليه وعلى أمنه لكنه لم يكن يوما مناضلا سياسيا ضد مبارك ونظامه ولا مرسي ونظامه.

المطلوب .. توضيح لموقفك من الرئاسة ، محتاجون لأن تعلن رسميا ترشحك لنعتمدك المرشح الرسمي للثورة المصرية المعذبة الطريدة على مر ما يقرب من ثلاث سنوات ، بعيدا عن الفلول والإخوان والعسكر - مع كامل الاحترام لموقف الجيش - ، بعيدا عن دوائر الصراع الأشد وطأة ، بعيدا عن علامات الاستفهام ، بعيدا عن الدماء ، لماذا لا نبدأ كل شئ من جديد و"نبص قدامنا .. على شمس أحلامنا .. نلقاها بتشق السحاب الغميق".

Share this article :

هناك تعليق واحد:

المشاركات الشائعة

Recent Post

 
Support : Creating Website | nomore | to the news
Proudly powered by nomore
copyright © 2015. اليوم السادس - All Rights Reserved
Template Design by Creating Website Published by Mas Template